البريد
الرئيسية

هيا الدوسري تكتب: الفلنتاين “Valentinus “

Adv

كما هو اسمه في اللغة اللاتينية و “عيد الحب” باللغة العربية.

نحن نقترب من هذه المناسبة العالمية التي توافق يوم الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام ، فهل أنتم مستعدون أيها المحبون ؟ لن أُقلل من شأن هذا العيد الذي يعني لمن ابتدعه الكثير ، وكان له قصة مشهورة ومعروفة في أدبهم ، وجعله عيداً سنوياً لدى من ابتدعوه لايلامون فيه فهو يعني لهم الكثير وله أصل ومعنى وحكاية .

ولكن ماذا يعني لنا نحن كعرب أو كمسلمون ؟ هل يعني لنا أن هناك قصة حب ويجب أن نحتفل بذكراها ؟! لابأس إذن ..
فلماذا لايكون لنا يوم حب في ذكرى تخليص “عنتر لمحبوبته عبلة” عندما أسرها الأعداء وأخذوها سبية وأظهر شجاعة نادرة لم يسبقه إليها أحد جعل عبلة تقع في حبه في ذلك اليوم وقد كانت لاتأبه به .
ولماذا لانتذكر حب قيس ابن الملوح أو (مجنون ليلى) وقد جُن وهام بها حباً حتى مات وقال فيها أجمل ابيات الغزل .. وإذا إذا كان لابد لنا من إحياء ذكرى الحب والمحبين لماذا لانجعل يوم “الفلنتاين” يوم “لقيس وليلى” أو “لعنتر وعبلة” ففي أدبنا العربي وتاريخنا ماتزخر به الكتب من قصص الحب والغزل وقصائد
البين والفراق ، وإلى متى ونحن نسير على جرتهم وندخل مدخلهم ؟! حتى بما يخص المشاعر والقلوب وكأنه لم يعرف الحب أحداً سواهم فبئس الحب الذي يعرفونه ويحتفلون به .

أنا اقترح للمحبين أن يجعلوا لهم يوماً وليلة ربيعية ويسمونها ( مجنون ليلى ) أو “قيس وليلى” أو ( ليلة الحب العذري ) ستكون فكرة جميلة ومبتكرة وفيها إحياء لأصدق وأقوى وأشرف قصة حب عربية عرفها التاريخ العربي والعالمي واقترح على أصحاب محلات الورد أن يضعوا اسم ( قيس وليلى) على كل منتجاتهم وتكون باللون البنفسجي أو الوردي أو حتى الأبيض والأصفر كرمز “للطهر والنقاء والغيرة” في صحراء وبلاد العرب والتي كانت أكثر مااتصف بها هذا الحب ، و مخالفة لألوان عيد (الفلنتاين ) وهي فرصة لنشر ثقافة الحب العربي عند غير العرب والتعريف بأن لديهم قلوب ومشاعر ووفاء وتاريخ عاطفي .

أيها العرب أتمنى أن تبتكروا ، لا أن تبتدعوا ، وتستقلوا ، لا أن تقلدوا ، ولكن لاتجعلوا لكم أعياداً غير العيدين الفطر والأضحى ، وإذا كان لابد من إحياء ذكرى يوم ( الفلنتاين) فمن باب أولى إحياء ذكرى في تاريخكم وثقافتكم قد اندثرت ، بدلاً من إحياء ذكرى ليست لكم ولا منكم في شيء .

هيا الدوسري

كاتبة سعودية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى