البريد
رأي

حلا البحري تكتب: الإنسان المعاصر والطاقة النظيفة 

Adv

لقد اتخذ العالم الغربي خطوات جدية نحو انقاذ البيئة فقد ادركوا ان ليس لنا الا الارض لنسكنها.
ففي ماذا  تمظهرت هذه الخطوات واقعيا ؟
و ما مدى فاعليتها؟
واين نحن من ذلك ؟

مظاهر الانقاذ البيئي في العالم الغربي :

اهم الاجراءات المتبعة واقعيا في اوروبا و الدول المتقدمة التي عانت من وطئة التجربة :

اهمها غرس الوعي لدى الاطفال ، فالمناهج الدراسية في المدارس و روض الاطفال .. تحفز على علاقة الطفل بالطبيعة حيث يتم اخذهم في جولات استطلاعية للطبيعة واعطاهم مساحة تأمل و طرح أسئلة و ألعاب تعزز هذه العلاقة فينشأ الطفل له وعي بعالمه وبجمال الطبيعة وفهم لدورها في حياته ..
هذه الطاقة الايجابية من التواصل مع الطبيعة تنعكس في تصرفات الاهل قبل الاطفال حيث تجد عند الاهل  تصالح تام مع الكائنات و لهم هوايات الزراعة و البستنة والاعتناء والاهتمام بتفاصيل اختيار المواد الطبيعة في اللباس ذات الجودة الصحية . كما ان لهم المعلومات الكافية حول محيطهم الذي يساعدهم على الاجابة على كل الاسئلة الحياتية لاطفالهم و لغيرهم مما يصنع نوع من الفاعلية والنجاعة في التعامل مع الاشياء اليومية وادراك مدى اهميتها وكم هي ثمينة في حياتهم بشكل فيه ممارسة وانتاجية.
لتنعكس عليهم و على محيطهم بالهدوء و السكينة والجمال .. ان منبعه تغذية الوعي والادراك  بالطبيعة والمحيط ..
من هنا نشأت إرادة انقاذ الارض … انها من وعيهم الفعلي الواقعي الفعال .. فاصبحت السيارات ، البيوت ، و البضائع ، الاكل … ليست هدف الحياة  وهوس حياتهم في حد ذاتها بل العلم و المعرفة هما الضرورة الاساسية  .. فسياقة الدراجة  مثلا اتخذت كنمط حياة ليس كتقليد اعمى لظواهر بل كوعي حقيقي بقيمة نابع من الداخل لذلك عندهم ثبات عند تقرير طريقة حياتهم .

فما مدى فاعليتها؟ 

اتخذت الدول مسار نحو التحكم في الطاقة واستبدالها بالطاقات النظيفة ..
رغم ازدواجية المعايير في هذا الموضوع لكنها مبادرة نحو الاستقلال عن الاخر بايجاد طاقات متجددة ذاتية للبلد .
كما انها محاولة لانقاذ مايمكن انقاذه من الارض التي استنزفت اعماقها .
وهي ايضا آلية جديدة لولادة اقتصاد جديد مختلف تحت مسمى البيئة النظيفة ، مثلا السيارات اليوم على سطح الارض تكفي لمائة سنة قادمة لكن ذلك لا ينفع اقتصاديا لذلك ونظرا لما سبق ذكره خلق مفهوم جديد اسمه السيارة الكهربائية.. التي تباع تحت مسمى السيارة الصديقة للبيئة لكن في الحقيقة هذا امر نسبي لان الحقيقة انها ثورة اقتصادية صامتة .
لخلق العالم الجديد … قد يكون هذا المفهوم فعليا اكثر صداقة للبيئة .. لكنه ليس الحل الحقيقي  بنسبة للانسان والارض .. لان تابعاته السلبية الفعلية ستبرز مع الزمن .
ولن تزهر الا في الاقتصاد لصالح فئة محدودة ..
لعل مراجعة الاقتصاديات العالم  من جذورها هو المنقذ الحقيقي للبيئة .
لاننا نلاحظ هذه العلاقة بين المنتجات ودواليب الاقتصاد ، فالمنتجات التجميلية مثلا اول سبب في الامراض مثلا نلاحظ تكاثر سرطانات الثدي فما سببها .
الاستعمال المفرط لمواد لدى المرأة حيث تتشرب المسام الجلدية  لهذه المواد الكميائية تحت مسمى التجميلية سبب من اسباب .
وغيرها كثير الترويج للمنتجات الصناعية  كجزء من ثورة بيئية و بعدها يتم بيع الادوية والعلاجات التي هي نفسها تجارة وهكذا دواليك ، انه اقتصاد ضار بالارض و الانسان
لا يمكن محاربته الا بالوعي .
فالناس في الريف لهم صحة افضل من ناس المدينة والناس سابقا كانوا صحيا افضل من الاجيال الحالية.

فقد فَقد الانسان الحديث في الغرب خاصة فطرته لدرجة اصبح يبحث بالعقل على ما ولد عليه بالفطرة .ليعود من جديد الي الطبيعة .

اين نحن من ذلك ؟ 

اننا في الطريق الخطأ بوعينا التبادلي و المعاملات المعاصرة وقبولها مسلمة.
و لكن في الطريق الصحيح بموروثنا وبيئتنا التي بين أيدينا.

ما معنى ذلك : 

حياتنا اليومية المعاصرة اصبحت مبنية على قناعات خاطئة مليئة بالتلوث البيئي .
حيث نسعى لامتلاك دون التساؤل عن قيمة :السيارات، الاكل ، المنتجات ، نوعية المواد المستعملة في بناء منازلنا ولباسنا  ودون التفكير في الجودة ..
حيث لا ادراك واعي بان ما نفعله و ما نشتريه له علاقة مباشرة بصحتنا قبل صحة الاخرين ، ليس مهم ان تشتري ماركة اذا كان في لباسنا التقليدي مثلا قطع قطنية جميلة ومريحة …
هذا الوعي الذي نستعمله في المبادلات و التعاملات اليومية يجب ان يتم تثقيفه و تفعيله في فهم قيمة موروثنا الذي فيه المواد الاساسية طبيعية ومازلت تصنع باليد بطريقة جميلة فيها الكثير من الصحة والجودة ، الصابون الطبيعي بماء الورد ، كالقفة المصنوعة من سعف النخيل …التي يستعملها الان الفرنسيون مثلا  كأيقونة للحفاظ على البيئة وتباع بمبالغ عالية …
كما لابد ان نتبه لبيئتنا الجميلة التي مازل ترابها غني بالمعادن وطبيعي ومازال ماءها ثري و مازل هواءها طيب ، من خلال الوعي باهمية النظافة … النظافة من الايمان … موروث جميل يجعل الاهتمام (النظافة) نوع من الحمد والشكر (الايمان) …  ونرى ذلك جليا في عديد من الثقافات التي عملت طفرة في كل الاصعدة ، كاليابان التي تعلم ابناءها في المدارس اهمية النظافة و الاعتناء بالذات والمحيط والاخر ..

ان اعتمادنا على موروثنا و اهتمامنا به ودراسته مجددا بطريقة فاعلة  وعلمية سيعمل طفرة في جودة حياتنا البيئية و الاجتماعية حيث سيعم الرفاه على الناس البسيطة التي تصنع من ثروات الارض ثياب و أكل و منتجات صحية … مصنوعة كلها بحب وامل في رزق الرحمن .. فيها بركة الارض وبركة العارفين وفيها صحة وغنى وجمال وتميز وهوية …

نحن كبلدان عربية اذا في مفترق طرق  اما طريق ينقذ الاجيال اللاحقة او طريق يرمي بهم في تحديات اكثر تعقيدا نستطيع حل نصفها الان و نترك لهم النصف الباقي ليصلحوه..
فيصبح العالم اجمل في اسرع وقت و بأنجع الطرق ..
بتغير التفكير اليومي سترتقي الوعي التبادلي مما يغير البيئة والحياة والمجتمع.

وكفى استيرادا لفضلات عالم اكتشف انها غير مفيدة لكنه يبيعها لكي يحقق رفاه اقتصادي على حساب دورة بيئية مريضة في الطرف الاخر من العالم من جديد لان الجشع يجعله لا ينهي هذه الدورة لكي لا يخسر مرتين فهو يصلح خسارته ببيع فضلاته لاستعمال مالها للبناء بطريقة جديدة بعد بشاعة التجربة التي لم يصرح بها .
لذلك إذا لم يجد من يشتريها ستتوقف الدورة وتتعافى الارض ويتحمل تابعات اختراعات روج لها على انها تطور واكتشف انها ليس كذلك لكن سعى الي بيعها قبل ان يكتشف ذلك الجميع .

إقرأ كل ما تتعامل معه يوميا وحدد ايجابياته وسلبياته وفكر في البدائل الطبيعة لذلك المنتج …
وكن جزءا من الحل ..
ستجد رقي ورفاهية في حياتك ومجتمعك …
ان الانسان بوعيه هو الطاقة الحقيقة في البيئية … لخلق بيئة نظيفة …

حلا البحري
مهندسة وكاتبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى