البريد
رأيفن وثقافات

سمير محمود يكتب: ابتسم.. أنت في المغرب!

Adv

لا يخفى الكاتب الصحفي أيمن عبد العزيز ولعه الشديد بالمغرب، التاريخ والمدن العتيقة ذات الأسوار الشاهقة والبوابات والدروب الضيقة وما يتخللها من منازل ودكاكين، كما تتزين بوجوه أهل البلد بالأزياء المغربية التقليدية، وبخاصة النساء، سر الوجود وسحره في المغرب والعالم.
ويعترف الكاتب أن أسفاره ورحلاته المتكررة للمغرب، كانت بحثا عن تفرد هذا البلد في تاريخه وجغرافيته، في وجوه البشر، والقصص الاستثنائية المتكررة للمرأة المغربية مع زوار المغرب.
هذه القصص كانت محور كتابين، الأول أحدثهما “المغرب من قريب.. يوميات صحفي مصري”، وأقدامهما “المغرب في عيون مصرية.. أسطورة المكان والنساء والتاريخ الحي..
وقد أتاح لي المؤلف فرصة قراءة الكتابين، وأتوقف في عجالة عند كتابه “المغرب في عيون مصرية” والذي لخص فيه مشاهداته ورحلاته وتنقلاته بين المدن المغربية من الشرق للغرب والشمال والجنوب، وهوسه بتفتح عقلية المرأة المغربية وتميزها الشديد في المطبخ، وتبسطها – بحسب رأيه – فيما يخص متطلبات الزواج، خاصة من غير المغاربة.
لا يخفي المؤلف أيضا إعجابه الشديد بقيادة المغربيات للقطارات والسيارات والدرجات البخارية، ويقترب عبر كتابه من تسهيلات وتعقيدات طقوس زواج المغربيات، بمقارنة فارقة بين حالة الزواج بمغربية واتمام الإجراءات في المغرب، وهو ما تحرص عليه وتشترطه معظم المغربيات، وبين أن تتم الإجراءات ذاتها وربما خارج المغرب في أي من العواصم العربية والغربية، وربما كان ذلك الأيسر للزواج.
يتطرق الكتاب لطبيعة المدن، وبعين فاحصة يقدم تشريحًا اجتماعيا ثقافيا شاملا لأحوال الناس وأوضاعهم الاقتصادية، ومن ثم تكتشف الفروق بين فاس والدار البيضاء، كما تتعرف على الأمازيغ أو البربر – السكان الأصليون للمغرب- قبل وصول العرب المسلمين إليها، وحفاظهم على اللغة الأمازيغية، وكيف أن الفرنسية لغة وسيطة بين الأمازيغية والعربية الفصحى، وكيف أن مدنا بعينها تتحدث الإسبانية مثل سبتة ومليليه الخاضعتين للحكم الإسباني، وهذا ما دفع ببعض القنوات إلى تقديم برامجها باللغات العربية والفرنسية والأمازيغية والإسبانية في تنوع نادر.
يقدم المؤلف خدمة لمتصفح كتابه، عبر طرح مسرد بأهم المفردات وفقا للهدرة المغربية الدارجة، أو لهجة الحديث اليومي ومعانيها بالفصحى، وكما يتوقف طويلا عند المباني التقليدية المحصنة “القصبات” ذات الأبراج الحربية الدفاعية العالية، يقدم بلغة سلسة مشاهداته عن المدن فيقول: “عندما يتجول الزائر داخل أي مدينة مغربية يجد أن المدن القديمة التاريخية محاطة بأسوار شاهقة الارتفاع بلون أحمر طوبي مميز، وتتخلل تلك الأسوار بوابات متعددة لتلك المدن، كانت تلك البوابات تغلق في المساء لتأمين تلك المدن من الغرباء واللصوص، ولكل من تلك الأبواب اسم مميز، مثل باب مراكش الشهير في المدينة القديمة بالدار البيضاء، أو باب الرواح بمدينة الرباط القديمة، أو باب المنصور في مدينة مكناس القديمة، أو الأبواب الثمانية لمدينة فاس، وأشهرها على الإطلاق باب الماكينة، وباب أبو الجلود.
وقد سن المؤلف قانونا أو دستورا غير مكتوب برر به ولعه بالمغرب، مفاده: أن الأعجاب بالمغرب يبدأ بالأعجاب بامرأة وبالطبع لا ينسى إبراز مهارات المغربيات في الطهي ومن بين سطور وصفحات الكتاب تفوح روائح الكسكسي المغربي الشهير، والأكلة المفضلة لدى المغاربة في أيام الجمع ويقدم مع اللحم والدجاج والخضراوات إضافة لطاجن الحوت أو طاجن السمك، ثم المسمن أو الفطير المشلتت أو الحرشة وهو نوع من المخبوزات والطنجية” وغيرها.. ولا يتم الحديث عن الطبخ والمطبخ إلا بالخبز البيتي الذي تجيد المرأة المغربية عمله، وإلا “وسن كتدير المره في الدار”، أي إن لم تكن تخبز عيشها فماذا تفعل المرأة بالبيت.
انتهيت من قراءة الكتاب ووجوه النساء، والأزياء التراثية والشعبية والأكلات.. وشربت الآتاي المغربي ذو الكشكوشة والطقوس الخاصة في حبه وتقديمه.. ولو سألتني “كيف جاك المغرب”، لأجبتك دون تردد: “مزيان بزاف”!
Logo70@gmail.com

** كاتب مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى