رأيفن وثقافات

لبنى العيسى تكتب: الزّند يثبت أنّ الدراما السورية ستبقى تحفة معلّقة على باب التاريخ

Adv

منذ بداية عرض الحلقة الأولى من مسلسل الزّند وقد أشعل العمل لهيب الأمل لدى كل محبي الدراما السورية ، الأمل بعودتها لسابق عهدها بعد أن غيرت ملامحها حرب دامت أكثر من عشر سنوات .

العمل يسلّط الضوء على الحقبة الزمنية التي دارت بين نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ، تلك الفترة التي سادها الظلم وشوهتها الحروب التي شنها الإقطاعي المتسلط الذي نهش جسد الفلاح الضعيف صاحب الأرض والحق وتغذّى على دمه.

لبنى العيسى
لبنى العيسى

لعل أكثر ما يميز العمل وضع هذه الحقبة وهذا الصراع تحت المجهر بعيداً عن نمطية الأعمال الشامية التي اصبحت تُعرّف في الخارج على أنها تاريخ و ثقافة سورية الوحيدة ، كيف ! وسورية بلد الأديان والطوائف وتنوع الثقافات .

يقود معركة الزند حصانان شرسان هما النّجم تيم حسن والنّجم أنس طيارة محاول كل منهما أن ينال من الآخر ، وعلى ما يبدو أن هذه المعركة مشهد لن ينتهي بسهولة وسنشهد تفاصيل وأحداث ترغمنا جميعاً على الإعتراف بأن النجم تيم حسن من أذكى النجوم العرب
فالأخير يثبت لنفسه وللجميع في كل عام مدى ثقل قدمه ، حتى أنه لا يخطيء المكان فهو يعرف جيداً وبدهاء عالي أين يضعها .
أما أنس طيارة فقد آن الأوان أن يكون جزء من هذه المعادلة ،
نعم آن الأوان أن يكفَّ عن التصفيق ويصعد للمسرح العربي ليقول للجميع أنا بطل حي على هذه الخشبة التي كلفتني سنوات دراسة وخبرة واجتهاد صنعوا مني ماترونه اليوم .

معركة الإقطاعي الفاسد و الفلاح الشجاع هذه هي مشهدُ مشرِّف لكل القائمين على هذه الملحمة ابتداء من النجوم وانتهاء بالكاتب عمر ابو سعدة والمخرج سامر البرقاوي وايضاً للموسيقى التصويرية نصيباً كبيراً من هذا الإنجاز .

وأخيراً لن أنسى ابداً التغزّل بنظرية الإنتاج الحقيقي أي أنّه عندما يغيب الإنتاج الحقيقي لا ولن يُنَتج عمل كامل وعندما يقرر المنتج أن يكون بطل حقيقي على أرض هذه المعركة خصوصاً فيما يخص علاقته بالدراما السورية يثبت حينها للجميع أنَّ هذه الدراما ستبقى حاضرة وتحفة معلّقة على باب التاريخ.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق