الرئيسيةفن وثقافات
الشاعرة غادة حرب تكتب: لن أكتبَ عنك

لن أكتبَ عنك
فأنتَ كالقدر، إن فكّرتُ بتفاصيله وخباياه زاد غموضاً.
لن أكتبَ عنك
إن كتبتُكَ، أحرقتُ تفاصيلَكَ وقضيتُ على جمالِ حقيقتها.
فأنتَ كالموج إن يعلو تزيد مساحة الشاطئ رونقاً، وإن ضربَ فضربُه حميداً. كالموجِ الخاطف أنت! تسرقُ الروحَ لتلتحقَ بتيارِك. حتى المدّ والجزر ممتعان معك لأنّكَ تقتلُ الرتابةَ بديناميةِ قلبك وإنتعاشه.
لن أكتبَ عنك
خوفاً من أن أفيضَ حديثاً عن غمرتِكَ تلك.. كحضنِ الفضاء الشاسع الذي يغمرُ الروحَ والجسدَ في كل لحظة فيمسي لمسَه دون جدوًى أمام تلك اللمسة المعنوية الساحرة مع كل نفَسٍ.
فضائي الواسع أنت! وهل هنالك من حدود بيننا؟
لا أخافُ الكتابةَ عنك بل أهابُها. فأنتَ حقيقة خيالية أخافُ أن أصحو منها لأنّ في صحوتي موت. موتٌ لفرحي الذي وُلدَ معك ويقتاتُ من مجرد فكرة وجودكَ. تلك الفرحة التي تشكّل الأمان المطلق والإكتمال المزدوج عندما يلتقي جسدان في روح واحدة، وما أروعه إلتقاء للروحين في جسد!
مجدداً لن أكتبَ عنك
إن فعلت، قد تلحظُكَ النجوم في عينيّ وأنتَ لامعاً، فتغارُ من لمعانهما الذي يضاهي نورها. وقد يثور القمرُ إعتراضاً من شدة التنافس على أحاديته بإمتلاك الليل.
إن كتبتُكَ قد يكتشف معظمهم المعنى الحقيقي للرجولة.
فالكثيرُ منها زائف!
تنقصُ الرجولة الكثيرَ من الرجولة كي يسمّى الذكورُ رجالاً. والرجلُ بقلبٍ ينبض هو رجلٌ برتبةِ عاشق. وأنتَ رجلٌ وسيمٌ بسحرِ ذكائه وصلبٌ بقوةِ إحساسه.
أرى بأنّي بدأتُ أكتبُكَ قليلاً، ولن أتركَ قلمي ينزلقُ في رسمِكَ. فأنتَ وشمٌ محفورٌ في القلبِ.. وهل رأيتَ يوماً وشماً على القلبِ؟
** غادة حرب.. شاعرة لبنانية