رأيفن وثقافات
ندى نسيم تكتب: لقاء في المريخ

نص أدبي
حدثته كثيراً عن رغبتي في هجرة الأرض و السفرإلى المريخ ، ها هو مسبار الأمل ينعش خيالي ليجعلني أحلق في فضاء مختلف ، هكذا سرحنا بخيالنا لحظتها و كأننا انفصلنا عن كوكب الأرض ، فما عاد شيىء مستحيل ، لعل الكوكب الآخر هو فسحة الأمل الذي لا يموت ، لعلها الحياة هناك تبدوا أجمل و الأقدار ستتعامل معنا بلطف أكثر ، ربما ملامح الكائنات هناك مختلفة ، هي لا تشبه بشر الأرض بالتأكيد ، فلا أعتقد أن أرواحهم صادفت الخيبات المتكررة ، ولا كثرة الحظوظ المتعثرة ، أحسبه عالم أبيض من النقاء الذي لم يلوث بالنوايا الغامضة المصنوعة من الريبة ، تعبنا من الخوف و القلق ، لا نريد ذلك الحذر الذي أوقعنا رهائن في عالم الإنتظار ، و ترقب المصير وصعوبة القرار نريد أن نرتدي هناك ثياب مطرزة بالفرح الذي يغسل شقاء العمر على كوكب لم ينصفنا .
دعنا نلتقي في المريخ ، سأجمع أوراقي و أشواقي وسأكتب هناك قصيدة ألحانها نبضاتنا ، لعلهم يرحبون بالشاعر و المشاعر ، علهم ينصفون العود و معنى الأغنية ، و يضعون اعتبار للكلمة ، سأمنا النفاق ، سأمت أروحنا مفهوم المحسوبية و الإنشقاق ، من يدري فقد يحتفون بالمجتهد الحقيقي و لايمجدون المزيف ، قد تكون الحياة في المريخ أكثر صدقاً ، أكثر عشقاً ، كم خذلتنا قصص الحب الملونة ، الحكايات أغلبها لاتكتمل على وجه الأرض ، فقد تجد خاتمتها في المريخ بعيداً عن شوائب الحظ الذي يعاندنا ، أشتاق إلى المحبة و الأمان و السلام ، و إلى عناق طاهرأبدي بلا كمام .
دارت لحظة صمت توقفت فيها عن ثرثرة الحلم ، تحسست وجهي المغطى بالكمام ، وعدت إلى تساؤلاتي ، هل نشروا فايروس الكورونا في المريخ؟
ندى نسيم.. كاتبة بحرينية