الرئيسيةفن وثقافاتمنوعات ومجتمع

جدار هادريان في إنجلترا.. 120 كيلومتراً من التراث العالمي

Adv

يسير جدار هادريان الذي شيد في القرن الثاني، عبر شمال إنجلترا في منحنيات. إنه يقطع طريقه من قرية بونس-أون-سولواي في الساحل الغربي إلى نيوكاسل-أبون-تاين في الشرق، وهي مسافة نحو 120 كيلومتراً.

ويتجمع الآلاف من الأشخاص عند نهاية الجدار في المدينة الواقعة بأقصى شمال إنجلترا بعد الانتهاء من قطع المسار سيراً. ويمكن قطع هذا المسار في الاتجاهين. وبمقدور من يمتلكون الكثير من الوقت بدء السير من خارج كارلايل في سولواي فيرث، وهو مصب نهر يفصل بين أسكتلندا وإنجلترا.

وهذه هي أقصى نقطة غربية من الجدار، وهو موقع تراث عالمي يمثل الحدود الخارجية للإمبراطورية الرومانية.

ويقول الخبراء في هذا الشأن إن أفضل قطاع للسير هو بين كارلايل أو هولتويسل إلى كوربرريدج. ومن هنا يستغرق الأمر ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام للوصول إلى نيوكاسل.

توازي المراعي الخضراء والتلال المتعرجة هذا المسار، وتظهر من وقت لآخر منازل ريفية رمادية اللون، وهو لون الجدار الصخري نفسه. وترتع الخراف أسفل الأشجار ما يجعل هذه المناظر مهدئة للأعصاب شأنها شأن أي لوحة رعوية. وتمثل هولتويسل منتصف الطريق وهي بلدة يرجع عمرها لأكثر من 700 عام. وفي ظل التعرض لتهديدات متكررة من جانب الجنود من أسكتلندا وإنجلترا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، شيد سكان البلدة بيوتاً ريفية يمكن الدفاع عنها وتسمى «باستل»، ويمكن زيارتها حتى الآن.

وخلال السير من ساحة السوق التاريخية بهولتويسل على طول ممشى برن إلى جدار هادريان من خلال غابة تتراءى أشجار الحوذان في كل مكان. إنها تمشية سهلة إلى الجدار الذي يبلغ ارتفاعه الأقصى 4.6 أمتار. لقد جرى تشييده في الأساس بناء على أوامر من هادريان، وضم آلاف الجنود الذي راقبوا الحدود مع أسكتلندا. ويقال إن الجدار كان مصدر إلهام للجدار الجليدي في مسلسل جورج آر آر مارتن «جيم أوف ثرونز» الذي يفصل الممالك السبع الخيالية عن الأراضي البرية وراءها. وترجع جاذبية السير على طول جدار هادريان في جزء منها إلى أن الطريق مليء باللافتات، وأن هناك الكثير لمشاهدته على طول المسار بعيداً عن الجدار نفسه المليء بالطحالب. يسير الطريق عبر التلال والوديان مروراً بالحقول المليئة بمربي البقر وصوف الخراف وزهور البرسيم والأقحوان.

مقالات ذات صلة

إغلاق