رأي

باسنت مدحت تكتبت: الهراء

Adv
حين نريد أن نجد شيئا، فنحن بلا شك نعثر عليه ولا ينفعنا ما يقولونه (كأنك تبحث عن شيء بين قش الأرز).
يقولون الكثير عن المرأة كأنها دمية عارية معلقة على الحائط، هذه لا ينفعها شيء سوى أن تبقى في البيت، لا تفهم في تربية الصغار، لن تقدر على شراء حاجيات البيت فقد تبذر كل الأموال، هذه قد اكتسبت وزن زائد، امتلأ وجهها بالتجاعيد، لم تعد تضع مساحيق التجميل، ملابسها لا تلائم جسدها، وقد يعجبهم كل ما كتبته ولا يعجبهم الاهتمام بنفسها.
نحن نناقض نفسنا، نقول الشيء وعكسه، يعجبنا ولا يعجبنا، نحن عبيد لمزاجنا، حمقى تجاه ما يحارب من أجل أن نبقى سعداء.
المرأة لم تخلق لتفعل أمور المنزل بكل هذه القسوة، ولم توجد في الدنيا لتنتشر في مكاتب العمل والمصانع والمزارع وهكذا.
حتى ثورات النساء التي أقيمت في نيويورك سنة ١٨٥٦ كانت من أجل المعاملات اللانسانية التى تعرضن لها.
ولما تكررت ثورة أخرى سنة ١٩٠٨ في امريكا وكانوا يحملن الخبز والورود لأجل تخفيض ساعات العمل.
دعنا من كل هذه البلبلة والكلام عن يوم المرأة ونتحدث ماذا لو كان هذا العالم دوننا!،
دون امرأة تعد لك كوب الشاي الذي تحبه، حلوى في الفرن تنتظرها، طعام ساخن على المنضدة حين تعود من عملك، تعلق الزينة في المناسبات، تلزم الصمت وقت الغضب، ثم تصبح ونيسا كطفل جميل في أوقات الفراغ والإجازات، تكثر شجاراتها من الخوف والقلق والخروج عن المألوف، شكواها عن اهمالك لها وعدم سؤالك عنها، عبوسها الكثير من الارهاق والوهن.
كل هذا تقوم بدوره امرأة أحبت المكان الذي تعيش فيه سواء كانت جدة، أما، أختا، زوجة، أو ابنة أحدهم.
يردد الكثيرون بأننا لا شيء، والعالم أفضل دوننا!، رغم أن الجميع يبكي على فراق والدتهم الأبدي، الرجل يتزوج مرة أخرى في وقت قريب، يقولون أن اليتيم يتيم الأم لا الأب.
فأما أنا من منظوري الخاص، فأنا أقول بأننا لا يجب علينا كل هذا الكفاح والنضال، مكانها لا في العمل ولا في الشوارع، بل يجب أن تبقى في منزلها ولا يبخل عليها أحدهم بشيء مال، راحة، حب، أمان، ونس، سكينة وتبقى طفلة طول العمر كما أنجبتها والدتها، المرأة لم تخلق قط قوية، بل خلقت من ضلع رجل أي أنها ضعيفة بلا شك، لكنها تتحمل وتكافح وتناضل حباً. نحن حين نحب لا يمكن لقلوبنا أن تتوقف عن العطاء إلا اذا قسى البشر. يقولون أن يوم ٨ مارس يوم المرأة لكنني على اليقين بأننا لا بد أن نمنح لهن الثناء والشكر كلما تفرغنا يوما.
هذا الهراء الذي كتبته كان يقض مضجعي يوما بعد يوم فحتى النساء سئمن من المحاولة لنعيش في سلام.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق