البريد
رأي

د. إسلام عوض يكتب: كل صباح.. دعوة للصدق

Adv

“.. الكلمة نور .. وبعض الكلمات قبور… الكلمة فرقان بين نبي وبغي.. بالكلمة تنكشف الغمة.. الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة.. عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم… إن الكلمة مسئولية .. إن الرجل هو كلمة، شرف الله هو الكلمة” (بعض كلمات عبد الرحمن الشرقاوي، في الحسين ثائرًا – شهيدًا).

من أنبل الصفات التي يمكن أن يتحلى بها إنسان على وجه الأرض صفة الصدق ، فالصدق نور يضيء قلوب الصادقين، فما أجمل من أن تكون صادقًا مع نفسك أولًا ثم مع من حولك، ولن تستطيع أن تحقق هذا إلا إذا كنت صادقًا مع الله.

فما أحوجنا في هذه الأيام إلى الصدق والصادقين، ف الصدق ضرورة من ضرورات الحياة ، بل إن الصدق يزرع السعادة وراحة البال في النفس، كما أن الصدق يعطي الإنسان الثقة في النفس، وينبت الأمل في قلوب أصحابه، لذا فالصدق صفة من صفات الأقوياء.

كما يُعد الصدق أصدقُ مقياسٍ ومعيارٍ لرقي الأمم والمجتمعات، ومن أجل ذلك نادت به فكل الشرائع السماوية، ورفعت من قدر الصادقين، وحذرت من الكذب وحطت من شأن الكاذبين، وعكس الصدق الكذب ؛ الذي تندرج تحته الشائعات والتشكيك والافتراءات، التي تُعد من أقوى معاول هدم المجتمعات والأمم.

والأمم التي يستشري فيها وباء الكذب لا تقوم لها قائمة ولا حضارة ولا تاريخ، وسرعان ما تتلاشى وتنزوي، ولذا حثنا رسول الله “صلى الله عليه وسلم” على الصدق وحذرنا من الكذب ، فعن ابن مسعود “رضي الله عنه” قال: قال رسول اللّه “صلى الله عليه وسلم”: (عليكم بالصّدق، فإنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وما يزال الرّجل يصدق ويتحرّى الصّدق حتّى يكتب عند اللّه صدّيقا، وإيّاكم و الكذب ، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وما يزال الرّجل يكذب ويتحرّى الكذب حتّى يكتب عند اللّه كذّابا). (متّفق عليه).

ولذلك فإن الصدق صفة من صفات الله عز وجل: قال تعالى: ﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ﴾، كما قال سبحانه: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾، وقال أيضًا: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾، وكذلك الصدق صفة من صفات الأنبياء والرسل، قال جل شأنه: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾، فالصدق صفة لازمة في كل الأنبياء والرسل والصالحين والمؤمنين، وقد أمرنا به الله سبحانه وتعالى فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119].

والرسول محمد “صلى الله عليه وسلم”، كان أصدق الناس حديثًا؛ ولذا لقبه قومه – قبل أن ينزل عليه الوحي بالنبوة والرسالة – بـ” الصادق الأمين “، فكان معروفًا بالصدق في قومه وأهله وعشيرته.

اللهم اجعلنا من أهل الصدق والصادقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى